رؤى
أن تكون أحمد كمال زكي! (2 من 2)
بقلم: أحمد كمال زكي
... ولي مواقف أيضا مع الروائي الأستاذ محمد جبريل الذي اعتاد أن يرد علي كلما تحدثت إليه في التلفون قائلا: «أهلا يا دكتور»، وكنت في البداية أعتقد أنه جاد في ذلك ولكنني اكتشفت بعد ذلك أنه يداعبني بهذه الطريقة، ورغم ذلك لم يطلب مني أي مرة أن أغير اسمي، ولم يشر للموضوع حتى من قريب أو بعيد.
أما الموقف الذي أسعدني كثيرا فكان بطله الروائي الأستاذ خيري شلبي عندما كان مسؤولا عن تحرير مجلة «الشعر» المصرية، وكان متحمسا لأشعاري وينشر لي ما أرسل إليه كلما أتيحت الفرصة، وقد أرسلت له قصيدة ذات مرة، وانتظرت كالعادة صدور المجلة الفصلية، ووجدت القصيدة منشورة، لكن الطريف أن المبدع خيري شلبي نشر قصيدتي وفي العدد نفسه نشر قصيدة للشاعر الدكتور أحمد كمال زكي، وهي القصيدة الأولى التي تنشر له بعد فترة انقطاع طويلة، وقدم شلبي لقصيدة الدكتور أحمد كمال زكي بمقدمة قصيرة تعرف به وتشير إلى قيمته كناقد ومبدع انقطع كثيرا عن الشعر، ووضح أن هناك قصيدة أخرى للشاعر الشاب أحمد كمال زكي منشورة في العدد نفسه، ولذلك فقد تمت الإشارة للدكتور هكذا: أحمد كمال زكي – الكبير! وقد كنت أتندر مع الأصدقاء بعد ذلك حين يثار موضوع تغيير الاسم قائلا إنني بتشابه اسمي مع الدكتور أحمد منحته لقب «الكبير»!
وكنت أفضل أن أجعل الكلام في موضوع تغيير الاسم طريفا لا يخلو من الدعابة لأنه ببساطة كان يضايقني، فقد كنت متورطا في الأمر، ولم يكن من السهل اتخاذ قرار بتغيير اسمي الذي اعتدت عليه حتى أنني لم أشعر بغيره، وقد خضت معركة صامتة مثلا في جريدة «صوت الأمة» المصرية لإصرار سكرتير التحرير على نشر اسمي في «ترويسة» الجريدة (أحمد كمال) وكان يتعلل بالمساحة، وفي نهاية الأمر قال إن اسمي لو نشر ثلاثيا سيؤدي هذا إلى تصغير «البنط»، أي حجم الخط، ووافقت على ذلك، رغم أهمية «البنط» بالنسبة للصحافي لأنه يشير إلى مكانته وخبرته، وقد طلب مني الكاتب الصحافي عادل حمودة في بداية عملي معه، عندما كان يرأس تحرير «صوت الأمة»، عدم استخدام الاسم الثلاثي والاكتفاء بالاسم الثنائي فحسب، واعتذرت بلطف وتقبل اعتذاري، وإن ظل يبدي دهشته في غير مناسبة من إصراري على استخدام اسمي الثلاثي، رغم أن أستاذه محمد حسنين هيكل يستخدم اسمه الثلاثي أيضا!
وكنت – وما زلت – أرى أن الاسم يتكون مع الشخصية وينمو وينضج معها؛ لذلك فالاستغناء عن الاسم يعد شكلا من أشكال الخروج من الذات والتنصل من حياة للدخول في حياة أخرى مغايرة ربما إلى حد التناقض، حتى لو اقتصر هذا الاستغناء على مجرد تغيير بسيط في الاسم من ثلاثي إلى ثنائي!
لذلك كانت الاستجاية إلى الذين يطالبونني بتغيير اسمي بمثابة التنصل من شخصيتي وتكويني الثقافي والإنساني، فضلا عن أن هذه الاستجابة ستكون بمثابة تنازل عن أعمالي التي نشرتها في دوريات مصرية وعربية مختلفة طوال عشر سنوات، وبالتالي نشر كتبي بشكل منقطع عما فات وكأنني نبت شيطاني ظهر فجأة بلا مقدمات!
ولا أخفي - رغم ذلك - أنني كنت على وشك فعل هذا... لكن القدر تدخل مرة أخرى ليمنع هذه الخطوة، بخاصة بعد أن حصلت على موافقة الدكتور أحمد كمال زكي نفسه على استمراري في استخدام اسمي الثلاثي دون تغيير، بل وتقديمه أول ديوان شعري لي!
كان هذا نهاية عام 2000 م، فقد علمت من أحد الأصدقاء بعودة الدكتور أحمد واستقراره في مصر، وكنت وقتها أحضر لنشر أول ديوان شعري لي، وكانت تراودني فكرة حلمت بها كثيرا، وهي أن يقدم الدكتور أحمد كمال زكي لديواني الأول... لكنني كنت أخشى من عرض هذه الفكرة عليه، وكنت أخشى أصلا من مجرد الاتصال به، فلا أعرف كيف ستكون مثل هذه المكالمة أو هذا اللقاء؟ لكن بعد انتهائي من ديواني وقبيل تقديمه للنشر سيطرت عليَّ الفكرة بشكل لم أستطع مقاومته، وكنت أريد وضع حد لمسألة الاسم هذه قبل نشر أول كتاب لي، بخاصة لو كان هذا الكتاب ديوانا شعريا، لذلك حسمت أمري واتصلت بالدكتور أحمد في بيته، ولم تزد المكالمة عن ربع الساعة تقريبا لكنها كانت مهمة بشكل كبير لأنها منحتني القدرة على نشر كتابي دون تردد أو شعور بتأنيب الضمير، وكانت المحادثة ودودة عكس توقعي، فقد كان – رحمه الله - ودودا و مهذبا وعطوفا بدرجة أدهشتني، وعندما اعتذرت له في بداية المكالمة لتطابق اسمي مع اسمه وما قد يسببه ذلك من التباس، قال لي: «مفيش مشكلة»، لكنه استطرد قائلا: «ليه ما تستخدمش اسم العيلة... يعني إنت مثلا اسمك الرابع إيه؟» فقلت له: «وهبة»، فقال: «خلاص.. خلي اسمك أحمد كمال زكي وهبة»، فقلت له:» بس كده هيبقى كتير يا دكتور»، ثم أخبرته بوجهة نظري الأصلية في المسألة، وهي أنني نشرت بهذا الاسم أعمالي لمدة عشر سنوات وليس من السهل الاستغناء عن هذه السنوات، وكانت مفاجأة سعيدة لي أن يتفهم الدكتور أحمد كمال زكي وجهة نظري هذه ويوافق على استخدامي اسمي الثلاثي كما هو، وهذا ما شجعني على أن أقول له بعد أن شكرته على تسامحه: «الحقيقة يا دكتور أنا كان لي رجاء لو ما كانش ده يضايق حضرتك، أنا أطمع وأطمح ان حضرتك تكتب لي مقدمة لديواني الأول»، ولم يمانع الدكتور أحمد وقال لي إنه يلتقي بأصدقائه كل يوم جمعة في جروبي مصر الجديدة ويمكنني أن أقابله هناك وأعطيه الديوان ليقرأه ويكتب مقدمته، وشكرته كثيرا وأغلقت السماعة وأنا أشعر أن هما ثقيلا انزاح من على صدري، ولكن في الوقت نفسه كنت أشعر أنني لا بد أن أقابل هذا التسامح وهذه الأخلاق الراقية بمثلها، لذلك قررت أن أغير اسمي، وأن أصدر ديواني باسم (أحمد كمال)... لكن القدر كان له رأي آخر!
فقد أرجأت مقابلة الدكتور أحمد كمال زكي إلى ما بعد عيد الفطر، و كان ذلك نهاية عام 2000، وسافرت كعادتي لحضور العيد مع أهلي في محافظة بني سويف بصعيد مصر، وفي ليلة عودتي إلى القاهرة، و تحديدا في الثالثة فجرا ثالث أيام العيد، الموافق 30 ديسمبر 2000، اختطف الموت أبي – رحمه الله – و كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها الموت وجها لوجه، و كان لقاءً مرجفا لم أنسه حتى الآن، و لم أخرج من حالة الذهول التي أدخلني الموت فيها إلا بعد فترة طويلة، و كنت خلال هذه الفترة قد فقدت حرية التصرف في اسمي، فقد أصبح الأمر متعلقا بأبي الذي غيبه الموت، لذلك تراجعت عن فكرة تغيير الاسم وحتى عن فكرة تقديم الدكتور أحمد كمال زكي لديواني، وصدر الديوان بعنوان «اشتعالات الوداع» عام 2003 من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفي العام نفسه صدرت مجموعتي القصصية الأولى «وخز كان» من المجلس الأعلى للثقافة، ولم أتصل بالدكتور أحمد كمال زكي مرة أخرى، ولم أُهده حتى نسخة لا من الديوان ولا من المجموعة القصصية!
بعد ذلك سافرت إلى المملكة العربية السعودية للعمل في جريدة «اليوم»، وتحولت حياتي في مصر إلى مجرد زيارة لمدة شهر كل سنة، ولم أستطع بالطبع تحقيق الرغبة التي عاودتني في لقاء الدكتور أحمد كمال زكي، وقد كنت هذه المرة أرغب في أن يكتب مقدمة لديواني الذي ينشر قريبا بعنوان «موت أبي»، لكن للأسف لم ألتقِ الدكتور أحمد كمال زكي، وكم شعرت بالندم لأنني لم أفعل ذلك!
رحم الله الدكتور أحمد كمال زكي، الذي عاش كما يليق بمبدعٍ وناقد محترم، احترم نفسه واحترم فنه في زمن لم يعد فيه مكان للمحترمين!
... ولي مواقف أيضا مع الروائي الأستاذ محمد جبريل الذي اعتاد أن يرد علي كلما تحدثت إليه في التلفون قائلا: «أهلا يا دكتور»، وكنت في البداية أعتقد أنه جاد في ذلك ولكنني اكتشفت بعد ذلك أنه يداعبني بهذه الطريقة، ورغم ذلك لم يطلب مني أي مرة أن أغير اسمي، ولم يشر للموضوع حتى من قريب أو بعيد.
أما الموقف الذي أسعدني كثيرا فكان بطله الروائي الأستاذ خيري شلبي عندما كان مسؤولا عن تحرير مجلة «الشعر» المصرية، وكان متحمسا لأشعاري وينشر لي ما أرسل إليه كلما أتيحت الفرصة، وقد أرسلت له قصيدة ذات مرة، وانتظرت كالعادة صدور المجلة الفصلية، ووجدت القصيدة منشورة، لكن الطريف أن المبدع خيري شلبي نشر قصيدتي وفي العدد نفسه نشر قصيدة للشاعر الدكتور أحمد كمال زكي، وهي القصيدة الأولى التي تنشر له بعد فترة انقطاع طويلة، وقدم شلبي لقصيدة الدكتور أحمد كمال زكي بمقدمة قصيرة تعرف به وتشير إلى قيمته كناقد ومبدع انقطع كثيرا عن الشعر، ووضح أن هناك قصيدة أخرى للشاعر الشاب أحمد كمال زكي منشورة في العدد نفسه، ولذلك فقد تمت الإشارة للدكتور هكذا: أحمد كمال زكي – الكبير! وقد كنت أتندر مع الأصدقاء بعد ذلك حين يثار موضوع تغيير الاسم قائلا إنني بتشابه اسمي مع الدكتور أحمد منحته لقب «الكبير»!
وكنت أفضل أن أجعل الكلام في موضوع تغيير الاسم طريفا لا يخلو من الدعابة لأنه ببساطة كان يضايقني، فقد كنت متورطا في الأمر، ولم يكن من السهل اتخاذ قرار بتغيير اسمي الذي اعتدت عليه حتى أنني لم أشعر بغيره، وقد خضت معركة صامتة مثلا في جريدة «صوت الأمة» المصرية لإصرار سكرتير التحرير على نشر اسمي في «ترويسة» الجريدة (أحمد كمال) وكان يتعلل بالمساحة، وفي نهاية الأمر قال إن اسمي لو نشر ثلاثيا سيؤدي هذا إلى تصغير «البنط»، أي حجم الخط، ووافقت على ذلك، رغم أهمية «البنط» بالنسبة للصحافي لأنه يشير إلى مكانته وخبرته، وقد طلب مني الكاتب الصحافي عادل حمودة في بداية عملي معه، عندما كان يرأس تحرير «صوت الأمة»، عدم استخدام الاسم الثلاثي والاكتفاء بالاسم الثنائي فحسب، واعتذرت بلطف وتقبل اعتذاري، وإن ظل يبدي دهشته في غير مناسبة من إصراري على استخدام اسمي الثلاثي، رغم أن أستاذه محمد حسنين هيكل يستخدم اسمه الثلاثي أيضا!
وكنت – وما زلت – أرى أن الاسم يتكون مع الشخصية وينمو وينضج معها؛ لذلك فالاستغناء عن الاسم يعد شكلا من أشكال الخروج من الذات والتنصل من حياة للدخول في حياة أخرى مغايرة ربما إلى حد التناقض، حتى لو اقتصر هذا الاستغناء على مجرد تغيير بسيط في الاسم من ثلاثي إلى ثنائي!
لذلك كانت الاستجاية إلى الذين يطالبونني بتغيير اسمي بمثابة التنصل من شخصيتي وتكويني الثقافي والإنساني، فضلا عن أن هذه الاستجابة ستكون بمثابة تنازل عن أعمالي التي نشرتها في دوريات مصرية وعربية مختلفة طوال عشر سنوات، وبالتالي نشر كتبي بشكل منقطع عما فات وكأنني نبت شيطاني ظهر فجأة بلا مقدمات!
ولا أخفي - رغم ذلك - أنني كنت على وشك فعل هذا... لكن القدر تدخل مرة أخرى ليمنع هذه الخطوة، بخاصة بعد أن حصلت على موافقة الدكتور أحمد كمال زكي نفسه على استمراري في استخدام اسمي الثلاثي دون تغيير، بل وتقديمه أول ديوان شعري لي!
كان هذا نهاية عام 2000 م، فقد علمت من أحد الأصدقاء بعودة الدكتور أحمد واستقراره في مصر، وكنت وقتها أحضر لنشر أول ديوان شعري لي، وكانت تراودني فكرة حلمت بها كثيرا، وهي أن يقدم الدكتور أحمد كمال زكي لديواني الأول... لكنني كنت أخشى من عرض هذه الفكرة عليه، وكنت أخشى أصلا من مجرد الاتصال به، فلا أعرف كيف ستكون مثل هذه المكالمة أو هذا اللقاء؟ لكن بعد انتهائي من ديواني وقبيل تقديمه للنشر سيطرت عليَّ الفكرة بشكل لم أستطع مقاومته، وكنت أريد وضع حد لمسألة الاسم هذه قبل نشر أول كتاب لي، بخاصة لو كان هذا الكتاب ديوانا شعريا، لذلك حسمت أمري واتصلت بالدكتور أحمد في بيته، ولم تزد المكالمة عن ربع الساعة تقريبا لكنها كانت مهمة بشكل كبير لأنها منحتني القدرة على نشر كتابي دون تردد أو شعور بتأنيب الضمير، وكانت المحادثة ودودة عكس توقعي، فقد كان – رحمه الله - ودودا و مهذبا وعطوفا بدرجة أدهشتني، وعندما اعتذرت له في بداية المكالمة لتطابق اسمي مع اسمه وما قد يسببه ذلك من التباس، قال لي: «مفيش مشكلة»، لكنه استطرد قائلا: «ليه ما تستخدمش اسم العيلة... يعني إنت مثلا اسمك الرابع إيه؟» فقلت له: «وهبة»، فقال: «خلاص.. خلي اسمك أحمد كمال زكي وهبة»، فقلت له:» بس كده هيبقى كتير يا دكتور»، ثم أخبرته بوجهة نظري الأصلية في المسألة، وهي أنني نشرت بهذا الاسم أعمالي لمدة عشر سنوات وليس من السهل الاستغناء عن هذه السنوات، وكانت مفاجأة سعيدة لي أن يتفهم الدكتور أحمد كمال زكي وجهة نظري هذه ويوافق على استخدامي اسمي الثلاثي كما هو، وهذا ما شجعني على أن أقول له بعد أن شكرته على تسامحه: «الحقيقة يا دكتور أنا كان لي رجاء لو ما كانش ده يضايق حضرتك، أنا أطمع وأطمح ان حضرتك تكتب لي مقدمة لديواني الأول»، ولم يمانع الدكتور أحمد وقال لي إنه يلتقي بأصدقائه كل يوم جمعة في جروبي مصر الجديدة ويمكنني أن أقابله هناك وأعطيه الديوان ليقرأه ويكتب مقدمته، وشكرته كثيرا وأغلقت السماعة وأنا أشعر أن هما ثقيلا انزاح من على صدري، ولكن في الوقت نفسه كنت أشعر أنني لا بد أن أقابل هذا التسامح وهذه الأخلاق الراقية بمثلها، لذلك قررت أن أغير اسمي، وأن أصدر ديواني باسم (أحمد كمال)... لكن القدر كان له رأي آخر!
فقد أرجأت مقابلة الدكتور أحمد كمال زكي إلى ما بعد عيد الفطر، و كان ذلك نهاية عام 2000، وسافرت كعادتي لحضور العيد مع أهلي في محافظة بني سويف بصعيد مصر، وفي ليلة عودتي إلى القاهرة، و تحديدا في الثالثة فجرا ثالث أيام العيد، الموافق 30 ديسمبر 2000، اختطف الموت أبي – رحمه الله – و كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها الموت وجها لوجه، و كان لقاءً مرجفا لم أنسه حتى الآن، و لم أخرج من حالة الذهول التي أدخلني الموت فيها إلا بعد فترة طويلة، و كنت خلال هذه الفترة قد فقدت حرية التصرف في اسمي، فقد أصبح الأمر متعلقا بأبي الذي غيبه الموت، لذلك تراجعت عن فكرة تغيير الاسم وحتى عن فكرة تقديم الدكتور أحمد كمال زكي لديواني، وصدر الديوان بعنوان «اشتعالات الوداع» عام 2003 من الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفي العام نفسه صدرت مجموعتي القصصية الأولى «وخز كان» من المجلس الأعلى للثقافة، ولم أتصل بالدكتور أحمد كمال زكي مرة أخرى، ولم أُهده حتى نسخة لا من الديوان ولا من المجموعة القصصية!
بعد ذلك سافرت إلى المملكة العربية السعودية للعمل في جريدة «اليوم»، وتحولت حياتي في مصر إلى مجرد زيارة لمدة شهر كل سنة، ولم أستطع بالطبع تحقيق الرغبة التي عاودتني في لقاء الدكتور أحمد كمال زكي، وقد كنت هذه المرة أرغب في أن يكتب مقدمة لديواني الذي ينشر قريبا بعنوان «موت أبي»، لكن للأسف لم ألتقِ الدكتور أحمد كمال زكي، وكم شعرت بالندم لأنني لم أفعل ذلك!
رحم الله الدكتور أحمد كمال زكي، الذي عاش كما يليق بمبدعٍ وناقد محترم، احترم نفسه واحترم فنه في زمن لم يعد فيه مكان للمحترمين!
--------------------
* المقال نُشر في جريدة "الراي" الكويتية بتاريخ 27 فبراير 2008م، ويمكن قراءة المقال الأصلي بموقع الجريدة من هنا: http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=28740&date=27022008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق