كُلُّ
عامٍ وأنتم بخيرٍ
لا شك
أنكم – أو
بعضكم – لاحظتم
على القناة الأولى بالتلفزيون المصري أو بعض القنوات الفضائية المصرية، عبارة مكتوبة هكذا: «كُلُّ عامٍ وأنتم
بخيرٍ»، بينما يقول الصوتُ المصاحب للصورة باعتدادٍ وثقةٍ: «كُلُّ عامٍ أنتُم بخيرٍ»، وهو هنا يحذف
حرف الواو لظنِّه أنه زائد، وأنه من الأخطاء الشائعة، وذلك لأن بعض
النقاد واللغويين يخطِّئون قول الناس في مناسباتهم السعيدة سواءٌ في الأعياد أو
غيرها باستخدام الواو: «كُلُّ عامٍ وأنتُمْ بخيرٍ»، ظانِّينَ أنَّ الواو لا موضع
لها هنا. ويَرَوْنَ أنّ الصَّوابَ هو: «كُلُّ عامٍ أنتُمْ بخيرٍ».
وهذا يمثل نصف الحقيقة، أما نصفها الآخر، فيُجيز
استخدام الواو، ولا خطأ في ذلك؛ فقد درسَتْ لجنةُ الألفاظِ والأساليبِ في مَجْمَعِ
اللُّغةِ العربيةِ بالقاهرةِ في دورته الحادية والأربعين، في المدة الواقعة بين 24
فبراير و10 مارس عام 1975، وانتهت إلى أن هذا التعبيرَ جائزٌ من وجهين:
الأول: أن تكون «كلُّ» فاعلًا حُذِفَ فِعلُهُ
لكثرة الاستعمال، والتقدير: «يُقْبِلُ كُلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ».
والثاني: أن تكون «كُلُّ» مبتدأً حُذِفَ
خَبَرُهُ، والتقديرُ حينئذٍ يكون: «كُلُّ عامٍ مُقْبِلٌ وأنتُم بخيرٍ».
وبذلك أجازت «لجنةُ الألفاظِ والأساليبِ»
استخدام الجملة بالواو، باعتبار أن الواو تكون حاليَّةً، والجملةُ بعدَها حالًا،
وبذلك لم تعُد هناك غضاضة على مَنْ يريد أن يستخدم الجملة بصورتها المعتادة عبر
مئات، وربما آلاف السنين: «كُلُّ عامٍ وأنتُم بخيرٍ».
الخلاصة: قل «كُلُّ عامٍ وأنتم
بخيرٍ»، ولا تقلق؛ فقولك صوابٌ بإجازة لجنة الألفاظ والأساليب في مَـجْمَع اللغة العربية، منذ عام 1975.