السبت، 5 سبتمبر 2015

الله حي.. شعر: أحمد كمال زكي

الله حي
شعر: أحمد كمال زكي


قصيدة "الله حي" منشورة في العدد السابع من مجلة "أبعاد" السعودية


[ 1 ]
مُسْتَهْلَكٌ ذَا القَلْبُ يَا رَبَّ الحَقِيْقَةْ،
مُتَبَتِّلٌ،
مُتَحَرِّقٌ،
ومُسَرْدَقٌ بِجَحَافِلِ الفَجِيْعَةْ.
مُتَمَاوِجٌ،
مُتَمَازِجٌ،
مُتَخَالِطٌ،
مُتَآزِرٌ وسُلافَةَ الوَقْتِ العَتِيْقَةْ.
يَا رَبُّ، يَا أللهُ، سَمِّقْ هَامَتِي..
فَالقَلْبُ – ذَا المُتَبَتِّلُ الظَّمْآنُ – يَغْدُو نَاسِكًا
مُتَمَاسِكًا،
لَصْقَ الصِّرَاطِ، مُجَافِيًا زَهْرَ الحُقُولْ!
يَغْشَاهُ سَمْتٌ مِنْ ضِيَاءٍ نَافِرٍ
مُعْشَوْشِبَ القَسَمَاتِ، مَوْفُوْرَ الغَدِيرْ.
أَفْرِغْ عَلَى هَذِي الرُّؤوسِ قَدَاسَةَ العِشْقِ السَّنِيِّ، وسَمِّنِيْ نُوْرًا بِنَارِ الحَقِّ يَنْفُخُ في رُبَاهَا، الأخْضَرِ المُتَبَرْعِمِ، الرَّبُّ القَدِيرْ!

[ 2 ]
سَبَّابَةُ الأرْضِ المُشِيْرَةِ نَحْوَ كُرْسِيِّ السَّمَاءِ تَرَنَّمَتْ
بِشَذَا الأذَانْ.
وعَبِيْرُ خَيْطَيْنِ اسْتَبَانَا.. عَمَّنَا،
فَسَبَى جِمَاعَ العَقْلِ ذَيَّاكَ الكَلامُ المُسْتَهَامْ!
اللهُ حَيّْ.
واهْتَزَّتِ الأجْسَادُ بالأجْسَادْ.
اللهُ حَيّْ.
وتَنَاغَمَتْ في الأُفْقِ أتْرَابُ الحَمَامْ.
اللهُ حَيّْ.
اللهُ حَيٌّ
لا يَنَامْ.

[ 3 ]
مَوْسُوْمَةٌ هَذِي الليَالِيَ بِالصَّلاحِ وبِالوَرَعْ،
والدِّيْكُ يَشْدُو صَائِحًا.
يا قَلْبُ أفْرِغْ عِشْقَكَ المُتَرَقْرِقِ.
هَذِي المَلائِكُ أيْنَعَتْ..
وتَجَمَّعَتْ
تَرْنُو إلى نِدَفِ الرَّبَابِ المُنْشِدَات،
وتَطِيْرُ حُبًّا في فَرَاقِيْدِ السَّمَاءْ،
وتَدُقُّ في طَيَّاتِهَا هَذِي القُلُوْبُ النَّاعِمَاتُ، الهَائِمَاتُ، النَّاشِدَاتُ – ضَرَاعَةً – زَغَبَ المَسَاءْ!
وتُرَتِّقُ الدَّمْعَاتُ فَتْقَ الوَقْتِ حِيْنَ يَسِيْلُ بِالآهَات،
صَوْتٌ تَسَرْبَلَ بِالحَيَاةْ.

اللهُ يَا أللهُ يَا أللهْ..

==========
* القصيدة منشورة في مجلة "أبعاد" التي يصدرها نادي القصيم الأدبي بالمملكة العربية السعودية (العدد السابع - الصفحة رقم 84 - سبتمبر 2010م).
** لتحميل العدد المنشورة فيه القصيدة، أو غيره من أعداد مجلة "أبعاد" بصيغة PDF اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع