السبت، 31 أغسطس 2013

شعر فصيح : أنثى

أنثى
شعر: أحمد كمال زكي



البنتُ الواقفةُ بنافذةِ القلبِ
تُضيءُ اللحظةَ بنعومةِ أنثى،
وبراءةِ نهدينِ صغيرين.
البنتُ تُفَرِّغُ في أحلاميَ دفئا
والدِّفءُ الناتئُ من بَصَّتِهَا الحُبْلَى
يرسمُ في قيظِ عيونيَ نهرًا
وتُثيرُ رياحُ محبتِها أفراحي.
البنتُ المشعلةُ الوقتَ تراوغُ قلبي
وتصبُّ بعينيَّ عبيرًا
فيصير القمرُ الباصصُ نحوي
أيقونةَ عشقٍ مُلتاعٍ
يلتمسُ الفرصةَ ليلاقيَ عشقًا ملتاعًا آخر! 

السبت، 24 أغسطس 2013

قصة قصيرة: الذي حدث أمس / أحمد كمال زكي

الذي حدث أمس
قصة: أحمد كمال زكي

بمجرد أن وطئت قدماي أرض المحطة، شعرت بأن شيئا قد تغير عن كل مرة .. كنت – كعادتي – مرهقا من السفر.. تعجبت من تلك الوجوه الواجمة التي تمتلئ بها المحطة.. فبائع الكشري لا ينادي كعادته على الجائعين، و بائع العرقسوس لا يعزف سيمفونياته المعتادة لجذب الظامئين.. الجميع ليسوا كعادتهم. بخطى ثقيلة تكاد تلتصق بالأرض عبرت حتى وصلت إلى السيارة (السرفيس).. ألقيت بنفسي على أحد المقاعد. الجميع يحملون وجوها متجهمة عابسة.. قلت بصوت مرتفع:
- وحدوا الله..
لم يحرك صوتي لهم ساكنا، شعرت وكأنني أجلس بين تماثيل من الشمع. تجولت بنظرات مهتزة بين الجالسين في السيارة. أيقنت أن شيئا خطيرا قد حدث في أثناء غيابي أمس.. نظرت إلى جارتي وسألتها:
- ماذا حدث؟!
لم ترد.. تأففت فحسب وأشاحت بوجهها عني.. لم أيأس.. بل نظرت إلى هذا الذي يجلس خلفي و بادرته قائلا:
- ماذا حدث؟!
هو الآخر فعل ما فعلته جارتي.. بينما تشجع أحد الجالسين و سألني:
- ألا تعرف ماذا حدث أمس؟!
أجبته بتلقائية:
- لا .. فأنا لم أكن هنا.
بعدها تعالت ضحكاتهم التي امتدت حتى انتهت بالبكاء.. ثم سكتوا جميعا.. لم تنطق إلا أعينهم التي صوبت أسلحتها على رأسي. ضقت بالأمر. طلبت من السائق أن يتوقف حتى أنزل. أوقف السيارة بعصبية.. أمسكت أعينهم بتلابيبي، وألقتني خارج السيارة، طوقتني الحيرة، تساءلت:
- ما هذا الذي حدث أمس و أثر في تصرفات الناس بهذه الطريقة؟!
لَمَّا أُرهق عقلي دونما أدنى وصول لما حدث.. شعرت بإرهاق السفر مضاعفا.
  
السر

لم أستطع مواصلة السير.. بمجرد أن رأيت تلك الحديقة التي لم أجلس فيها قبل الآن.. أقسمت قدماي على عدم الحركة حتى تنالا قسطا من الراحة. حديقة جميلة، كنت أراها دائما من نافذة السيارة. مشغول أنا جدا بهذا الذي حدث أمس. لم أجد في الحديقة غير رجل واحد.. مَنَّيْتُ نفسي بمعرفة السر منه.. سأستدرجه حتى أعرف ما حدث.. اقتربت منه، قلت متظاهرا بأنني أعرفه من قبل:
- كنت متأكدا أنني سأجدك هنا.
- ...
- أبحث عنك منذ الصباح الباكر؛ لأعرف رأيك فيما حدث أمس.
- ما زلت لا أصدق!
لم أعرف ماذا أقول.. لابد أن أعرف السر، حاولت استدراجه قائلا:
- أنا لم أصدق أيضا عندما رأيت ما حدث.
قَطَّبَ ما بين حاجبيه، و اشتعل وجهه بالغضب، ثم قال بعصبية:
- أنت تكذب.. أنت لا تعرف ماذا حدث أمس.
قلت مترددا:
- نعم.. لا أعرف ما حدث.. لـ..كـ..
قبل أن أتم كلامي، كان الرجل قد انطلق من أمامي. رأيته يجري بسرعة غريبة حتى استحال إلى نقطة سوداء صغيرة، ابتلعها شارع جانبي. شعرت بالضيق يلسع وجهي، سرت واجما لا ألوي على شيء، يكاد رأسي ينفجر من قسوة التفكير.

حيرة

مازال الطريق طويلا، و مازلت مشغولا بالذي حدث. حاولت التكهن فلم أستطع. الغريب في الأمر هو تأثر الناس بهذه الطريقة، وتطيرهم من هذا الذي حدث أمس.
تذكرت يوم النكسة.. يومها كنت ضمن المنكوسين.. كانت القنابل تزحف وراءنا.. تتعقبنا وكأنها هي العدو. مازالت رائحة الجلد المشوي تسكن أنفي.. بل مازالت أشلاء زملائي تتناثر من حولي. كل هذا لم يؤثر في الناس مثل هذا التأثير الذي أراه. صحيح أنهم حزنوا، وانسابت الدموع من أعينهم دونما استئذان.. إلا أنهم لم يجعلوا الذي حدث محرما على أحد التحدث عنه، كما يحدث الآن.
بل ويوم عبرت مع زملائي القنال، ولقَّنَّا الإسرائيليين درسا لن ينسوه، خرج الناس إلى الشوارع فرحين أيما فرحة.. أذكر ذلك المهرجان الذي أقاموه لي عندما كنت عائدا إلى أهلي لمجرد أنهم لمحوا زيي الحربي.. بل والاحتفالات الرائعة التي قوبلت بها في بلدي، كانوا بعدها لا ينادونني إلا بالبطل، رغم كل هذا، لم أرَ ما أراه اليوم.. فما هذا الذي حدث أمس، ولا يريد أحد إخباري به؟!

ارتداد

توسَّطت الشمس صدر السماء. وَمَضَتْ بعقلي، الذي أظلمته تلك الأحداث، فكرة منطقية.. إذا كان ما حدث أمس شيئا خطيرا كهذا الذي أراه محفورا على وجوه الناس، فبلا أدنى شك سيكون الخبر الرئيس للصحف المسائية.
تجاهلت الإرهاق الذي يحوطني من كل اتجاه، انطلقت إلى بائع الصحف، التقطت جريدة " المساء " وأسرعت إلى منزلي.. على غير العادة لم أجد زوجتي ولا الأولاد في انتظاري.. تجاهلت هذا أيضا.. ألقيت حقيبة سفري على السرير، ثم أمسكت الجريدة و.. عشر مرات وأنا أقلبها ذات اليمين وذات الشمال.. تأملتها صفحة، صفحة.. كلمة، كلمة.. بل كنت أفتش بين السطور لعلني أجد ما يشفي غليلي.. لا شيء غير عادي.
سمعت صرير الباب. لابد أن زوجتي والأولاد حضروا. تهلل وجهي؛ فهي لا شك عندها الخبر اليقين عن الذي حدث أمس.
بمجرد أن رأتني زوجتي.. ألصقت ضحكة جامدة على وجهها، كعادتها دائما عندما أعود من سفرياتي، ثم ألقت في وجهي كلمات الترحيب المملة. لم أهتم بكل هذا.. نظرت إليها بتودد، ثم سألتها:
- ماذا حدث أمس؟
تجمدت ملامحها فجأة، و ألقت ابتسامتها المصطنعة على الأرض، ثم صرفت الأولاد من الحجرة، وأغلقت الباب بإحكام قبل أن تسألني:
- ألا تعرف؟
صرخت بغضب:
- لا أعرف.. لذلك أسألك.. ماذا حدث أمس؟
تقهقرت إلى الخلف.. صَرَخْتُ:
- لا تفعلي مثلهم وأخبريني ماذا حدث..
لم تهتم بصراخي.. بل أسرعت خارجة من الحجرة، وأغلقت الباب من الخارج. حاولت تحطيم الباب. لم أستطع. لكمني إرهاق السفر لكمة قوية ألقتني على السرير.. فنمت.

مجنون

قمت فَزِعًا من النوم. أشعر بشيء يثقل رأسي. ذابت تفاصيل الحجرة في الصورة الضبابية التي التقطتها عيناي، ثم لم تلبث أن اتضحت، تبينت المكان.. اكتشفت أنها غرفة بمستشفى.. صرخت:
- ماذا حدث أمس؟!

* * *
الحق أقول، إنني سعدت بمعاملة العاملين في المستشفى، فقد أحضروا لي صحيفة لأشغل وقتي بها.. كانت الطبعة الثالثة من "المساء".. ولأنني أعرف ما بها، فقد لاحظت أن هناك خبرا جديدا في الصفحة الأولى.. قرأت: "تلقى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية مريضا جديدا اليوم، أبلغت عنه زوجته – مشكورة – حيث إنه لا يعرف الذي حدث أمس".. صرخت:
- أخرجوني من هنا.. أنا لست مجنونا..
سمعت طرقا شديدا على الباب.. أحسست به على رأسي.. أيقظت عيني. زالت تفاصيل المستشفى، وحلت محلها تفاصيل غرفة نومي. تحسست سريري.. مازلت أشعر بالتعب والإرهاق.. تهاوى رأسي على الوسادة.. ونمت.

------------------
* القصة نُشرت في مجلة الثقافة الجديدة، وفي المجموعة القصصية الأولى للكاتب وعنوانها "وخز كان"، فضلا عن عدد كبير من المواقع والمنتديات الإلكترونية.
.

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

شعر فصيح: بقايا الروح

بقايا الروح
شعر: أحمد كمال زكي
 
الدِّيكُ أثارَ حفيظتُهُ اليومَ نهيقُ أتانٍ حُبْلَى
فأثارَ حفيظةَ كُلِّ البيتِ، الدِّيْكُ!
و أثارَ جُفونيَ فانسكبَ الضوءُ الباهِتُ في قاعِ عيوني.
الآن أشدُّ بقايا الروحِ اللاهيةِ
من أشلائي.
تدخُلُني.
تتوزَّعُ في أعضائيَ بمرونةِ أسدٍ حاذقْ.
أتمطى.
أبتلعُ الشمسَ بجوفي.
آكُلُ بضعَ سحاباتٍ بِيْضٍ.
و يغيبُ الضوءُ الكاشفُ من عينيَّ حثيثا
لأُجسِّدَ صورةَ عِشقي
بحروفِ الآه.

الاثنين، 12 أغسطس 2013

شعر فصيح: غبار

غبار
شعر: أحمد كمال زكي

سَأبقَى صَرِيْعاً
على بَابِ هيكلكِ الطَّوْطَمِيْ
و أسْكُبُ في مَاءِ عَيْنَيْكِ شَوْقِي
و تَوْقِي.
عَلامَ التنفسُ..
إذا كُنتُ أبقى بدونكِ يوماً ؟
علامَ انسحالِيَ شوقاً و عشقًا
لقلبٍ تَرَبَّى على الهجرِ دومًا ؟
و كيف – اصدُقيني – سأرسمُ في الأفقِ حُلمًا قشيبًا
و قلبي..                                 خَرَابٌ.
و روحي..                                خَرَابٌ.
و عمري..                                خَرَابٌ.
و كلُّ المآقي التي سيَّجتني..           سَرَابٌ،
                                        سَرَابْ!
* * *
أنا في فؤادي
أقبعُ بين الطُّلولِ..
و أنتِ..
على قمةِ الوقتِ تصعدُ روحُكِ
و تسكُبُ في قيظِ عمريَ
حُمَمًا
و تغرسُ في ظهريَ النَّصلَ حتى الثُّمَالَةْ.
لماذا الحنانُ يصيرُ ذئابا ؟
و في لوعةِ الفقدِ أبقى
و أبقى بلوعةِ فَقْدِيْ
سَرَابَا !
* * *
أُناديكِ لكنَّ صَوْتِيَ يَهْوِيْ
و يَهْوِيْ ببحرِ عيونِكِ.. كلُّ اندهاشي.
أحبُّكِ حتى التلاشِيْ..
و أنتِ بقلبِكِ يعلو غبارٌ
و تَخْمِشُ وجهَ البراءةِ فيكِ الهمومُ.
لماذا الهروبُ يُعربِدُ فيكِ ؟
و يرسمُ في قاعِ عينيكِ توقًا
لقلبٍ أحبَّكِ حتى تَدَلَّهْ
و حين استجابَ لبوحِ العيونِ
طَعَنْتِ المآقيَ بالاندهاشْ.
حرامٌ عليكِ
دعيني أبدِّدْ هذا الغبارْ
و أرسمُ في حُزنِ عينيكِ فَرْحًا بهيَّا
فقبلَكِ لمْ تهوَ رُوحيَ رُوحَا
و لم يَهْوَ عقليَ قبلكِ عقلا.
دعيني أُجرِّبْ
و لا تبخلي حتى بالتجربةْ
فأنتِ التي حرَّكتْ أبحُرِيْ
و أنتِ التي أدخلتني الحياةْ
و أنتِ التي ألقيتِ القلبَ في المَعْمَعَةْ
و لم أعرفِ العشقَ قبلَ عشقتُكْ
و لم أعرفِ الحبَّ قبلَ رأيتُكْ
و لم تُبْكِنِيْ قَبْلَ أنتِ امرَأةْ !

------------------
* نُشرت القصيدة في مجلة الشعر وعدد كبير من المواقع والمنتديات الإلكترونية.

شعر فصيح: طقوس ما قبل الخروج

طقوس ما قبل الخروج
شعر : أحمد كمال زكي

( 1 )
لَنْ أَحْرِقَ بَعْدَ اليَوْمِ بُخُوْرًا
في حَضْرَةِ صَاحِبَةِ الوَجْهِ المُوْغِلِ في أحْلامِيْ.
لَنْ أخْضَعَ لِتَمَاثِيْلِ العِشْقِ البَلْهَاءْ
فَأَصِيْرَ كَعُبَّادِ الشَّجَرِ أوِ النَّارْ..
و أُقَدِّمَ قُرْبَانَ الحُبِّ العُذْرِيّْ
لِعُيُوْنِ الصُّبْحِ المَلآنَةِ شَوْقاً..
لِتَبَارِيْحِ الوَجَعِ الأبَدِيّْ..
و تَوَارِيْخِ العِشْقِ المُتَغَلْغِلِ في أوْهَامِ العُشَّاقْ!
لَنْ أَنْظُرَ في عَيْنَيْكِ اليَوْمَ كَكُلِّ صَبَاحْ
و سَأَرْحَلُ مِنْ عَالَمِكِ الأُسْطُوْرِيّْ
صَوْبَ الوَطَنِ الغَارِقِ – ثَمِلاً – في الأضْدَّادْ!
وَطَنٌ بِلَوْنِ الأُقْحُوَانْ أَسْكَـنْـتُهُ يَوْمًا لِجَانْ
فَـأَتَى و قَدْ أهْمَلْـتُهُ مِنْ بَعْدِ عَامٍ تَـلْوَ عَامْ
لِيَقُوْلَ عَلِّيْ أَنْـصِفَهْ و أَرُدَّ لِلْقَلْبِ الأمَـانْ:
وَطَنٌ بِحَجْمِ المُشْتَرِيْ سَيَضِيْقُ مِنْ غَيْرِ الحَنَانْ
( 2 )
أَفْكَارِيَ المَصْبُوْغَةُ بِالسُّحْمَةِ
تَتْرَى..
تَتَقَاذَفُنِيْ الأوْهَامُ / الأحْزَانُ / الأحْلامْ
فَتَصِيْرُ الكَلِمَةُ دَرْكًا.. أَهْبِطُهُ..
و يَصِيْرُ الوَقْتُ دُخَانْ !
أَتَمَلْمَلُ مَا بَيْنَ الأَسْوَدِ و الأسْوَدْ
( فَالأُفْقُ كَقَرْنِ الخَرُّوبْ )
و الكَوْنُ المُتَعَنْكِبُ / كَوْنِيْ
يُفْزِعُنِيْ.
لا أعْرِفُ أيْنَ تُهَاجِمُنِيْ
تِلْكَ الشَّمْطَاءْ؟!
لا أعْرِفُ كَيْفَ يَصِيْرُ الصُّبْحُ مَسَاءْ؟!
قَلْبٌ بِـلَوْنِ السَّوْسَنَاتْ               أَسْكَنْـتُـهُ سِتَّ البَنَاتْ
سَمَّيْتُ قَلْبِـيَ بِاسْـمِهَا                وَسَمْتُهَا أَحْلَى السِّمَاتْ
ثُـمَّ اسْتَحَلَّتْ غَـدْرَهَا                وأَتَتْ لِقَلْبِـيَ بِالسُّهَادْ
أَضْحَتْ حَيَاتِـيَ سُحْمَةً                فَتَخَطَّفَتْنِيْ يَدُ السُّكَاتْ!
( 3 )
... و لَسَوْفَ أرْحَلُ مِنْ تَجَاوِيْفِ الحَيَاةْ.
أخْرَجْتُهَا مِنْ مَقْلَتَيّْ..
أَطْبَقْتُ جَفْنَيْ في سَلامْ،
و اسْتَسْلَمَتْ رُوْحِيْ لِفِكْرَةِ الخُرُوجْ
لِلْمُنْتَهَى!
أَنْتِ هُنَاكْ ، و أنَا هُنَا نَشْـتَاقُ دَوْمًا لِلْهَـنَـا
و شَذَا عَبِيْرِكِ يَأْتِـنِي كَشَذَا زُهُوْرٍ مِنْ "أنَـا"!
بِاللهِ لا تَتَعَلَّلِيْ
لا تُطْلِقِيْ بَيْنَ الشَّرَايِيْنِ الأَمَلْ
لا تُخْرِجِيْ مِنْ بَيْنِ أَضْلاعِيْ
الأَلَمْ.
فَلَقَدْ رَضِيْتُ بِعِلَّتِيْ
و اسْتَسْلَمَتْ رُوْحِيْ ..
لِفِكْرَةِ الخُرُوجْ..
لِلْمُنْتَهَى...

----------------------
* نُشرت القصيدة في مجلة الشعر وعدد من المواقع والمنتديات الإلكترونية.

المواضيع الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع