الاثنين، 12 أغسطس 2013

شعر فصيح: طقوس ما قبل الخروج

طقوس ما قبل الخروج
شعر : أحمد كمال زكي

( 1 )
لَنْ أَحْرِقَ بَعْدَ اليَوْمِ بُخُوْرًا
في حَضْرَةِ صَاحِبَةِ الوَجْهِ المُوْغِلِ في أحْلامِيْ.
لَنْ أخْضَعَ لِتَمَاثِيْلِ العِشْقِ البَلْهَاءْ
فَأَصِيْرَ كَعُبَّادِ الشَّجَرِ أوِ النَّارْ..
و أُقَدِّمَ قُرْبَانَ الحُبِّ العُذْرِيّْ
لِعُيُوْنِ الصُّبْحِ المَلآنَةِ شَوْقاً..
لِتَبَارِيْحِ الوَجَعِ الأبَدِيّْ..
و تَوَارِيْخِ العِشْقِ المُتَغَلْغِلِ في أوْهَامِ العُشَّاقْ!
لَنْ أَنْظُرَ في عَيْنَيْكِ اليَوْمَ كَكُلِّ صَبَاحْ
و سَأَرْحَلُ مِنْ عَالَمِكِ الأُسْطُوْرِيّْ
صَوْبَ الوَطَنِ الغَارِقِ – ثَمِلاً – في الأضْدَّادْ!
وَطَنٌ بِلَوْنِ الأُقْحُوَانْ أَسْكَـنْـتُهُ يَوْمًا لِجَانْ
فَـأَتَى و قَدْ أهْمَلْـتُهُ مِنْ بَعْدِ عَامٍ تَـلْوَ عَامْ
لِيَقُوْلَ عَلِّيْ أَنْـصِفَهْ و أَرُدَّ لِلْقَلْبِ الأمَـانْ:
وَطَنٌ بِحَجْمِ المُشْتَرِيْ سَيَضِيْقُ مِنْ غَيْرِ الحَنَانْ
( 2 )
أَفْكَارِيَ المَصْبُوْغَةُ بِالسُّحْمَةِ
تَتْرَى..
تَتَقَاذَفُنِيْ الأوْهَامُ / الأحْزَانُ / الأحْلامْ
فَتَصِيْرُ الكَلِمَةُ دَرْكًا.. أَهْبِطُهُ..
و يَصِيْرُ الوَقْتُ دُخَانْ !
أَتَمَلْمَلُ مَا بَيْنَ الأَسْوَدِ و الأسْوَدْ
( فَالأُفْقُ كَقَرْنِ الخَرُّوبْ )
و الكَوْنُ المُتَعَنْكِبُ / كَوْنِيْ
يُفْزِعُنِيْ.
لا أعْرِفُ أيْنَ تُهَاجِمُنِيْ
تِلْكَ الشَّمْطَاءْ؟!
لا أعْرِفُ كَيْفَ يَصِيْرُ الصُّبْحُ مَسَاءْ؟!
قَلْبٌ بِـلَوْنِ السَّوْسَنَاتْ               أَسْكَنْـتُـهُ سِتَّ البَنَاتْ
سَمَّيْتُ قَلْبِـيَ بِاسْـمِهَا                وَسَمْتُهَا أَحْلَى السِّمَاتْ
ثُـمَّ اسْتَحَلَّتْ غَـدْرَهَا                وأَتَتْ لِقَلْبِـيَ بِالسُّهَادْ
أَضْحَتْ حَيَاتِـيَ سُحْمَةً                فَتَخَطَّفَتْنِيْ يَدُ السُّكَاتْ!
( 3 )
... و لَسَوْفَ أرْحَلُ مِنْ تَجَاوِيْفِ الحَيَاةْ.
أخْرَجْتُهَا مِنْ مَقْلَتَيّْ..
أَطْبَقْتُ جَفْنَيْ في سَلامْ،
و اسْتَسْلَمَتْ رُوْحِيْ لِفِكْرَةِ الخُرُوجْ
لِلْمُنْتَهَى!
أَنْتِ هُنَاكْ ، و أنَا هُنَا نَشْـتَاقُ دَوْمًا لِلْهَـنَـا
و شَذَا عَبِيْرِكِ يَأْتِـنِي كَشَذَا زُهُوْرٍ مِنْ "أنَـا"!
بِاللهِ لا تَتَعَلَّلِيْ
لا تُطْلِقِيْ بَيْنَ الشَّرَايِيْنِ الأَمَلْ
لا تُخْرِجِيْ مِنْ بَيْنِ أَضْلاعِيْ
الأَلَمْ.
فَلَقَدْ رَضِيْتُ بِعِلَّتِيْ
و اسْتَسْلَمَتْ رُوْحِيْ ..
لِفِكْرَةِ الخُرُوجْ..
لِلْمُنْتَهَى...

----------------------
* نُشرت القصيدة في مجلة الشعر وعدد من المواقع والمنتديات الإلكترونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع